recent
أخبار ساخنة

الخواص المعمارية للعمارة في فجر المسيحية

Home

 

 الخواص المعمارية للعمارة في فجر المسيحية

من القرن الرابع إلى الثاني عشر

 




 

·      الخواص المعمارية للعمارة المسيحية:

Architecture  character

من الممكن تتبع الخواص المعمارية في فجر المسيحية في الأبنية التي أنشئت من القرن الرابع إلي القرن السابع وفي بعض مباني القرن الثاني عشر ‘ ويضيف كل عصر من عصور التطور الإنساني فنه إلي الفن الذي يعيش فيه ويحاول فنان العصر أن يطور من فنون العصور السالفة لكي يصيغها بلغة عصره ويجعلها تتلاءم وعصره . وكذلك الحال في العمارة ‘ ينبعث من الطراز السابق طراز آخر جديد فبالنسبة للعمارة في فجر المسيحية ‘ ونظرا لعدم توفر الإمكانيات المادية فقد استعملت المواد الإنشائية اللازمة للمباني الجديدة من المعابد الرومانية القديمة التي أصبحت خرائب ‘ السبب الذي من أجله.

 

العمارة والفن القبطي copit Art & Architecture

العمارة ما هي إلا انعكاس للبيئة بكل ما تحتويه من معاني روحية ومادية . والعمارة المصرية القديمة فيها هذا المعنى ...ففي جميع مراحلها عبرت لنا تعبيرا صريحا عن التيارات المختلفة التي تنازعت المجتمع المصري فى مختلف العصور . وإذا ما علمنا أن التفوق والتسامي الذي امتازت بهما العمارة المصرية القديمة حتى الدولة الحديثة كانت تنبثق من بين خطوطها إشعاعات قوية استطاع علي ضوئها الإغريق والرومان معرفة الطريق إلى الإنشاء والتكوين‘

إذ عرفوا عنها كيف يضعوا خطوطهم المعمارية لتتلاقي عند هدف واضح0 والعمارة القبطية قفزت بروح الفن الفرعوني وبعناصره ‘ وكل ما طرا عليها من تحوير فإنه لم يمس إلا مظهرها الشكلي فقط . فهي حلقة أخيرة أكملت حلقات الفن المتصلة منذ الحضارة المصرية القديمة والحضارة اليونانية الرومانية بمصر .ولما كان الفن المصري يرتبط بفنون الدين ويلازمها ‘ كما أوضحنا ذلك في الجزء الأول من كتاب تاريخ العمارة ‘ فقد احتفظ في العهد المسيحي بكثير من العادات والتقاليد في الحياة اليومية والجنائزية والأعياد. أما مركز المسيحية فى الغرب وهي روما التي أشرفت علي الحضارة الأوروبية الغربية ‘ والقسطنطينية وهي مركز الحضارة الشرقية ‘ فقد حاولت كل منهما إيجاد طراز جديد للعمارة ثم يتفق مع الدين الجديد

 

إلا أنهما في الواقع وحقيقة الأمر كانتا دائما مقيدتين  بالحضارة القديمة التي سبقت العهد المسيحي ‘ ونقلتها الكثير من تعاليم هذا الدين الجديد ومن الرموز والتقاليد‘ كما نقلتا كثيرا من فنون مصر واتخذتا منها منبعا للوحدات الزخرفية ‘ ولذلك نري أن مراكز المسيحية تبنت من هذه الوحدات الزخرفية القديمة ما استطاعت كل منها أن تفسره بطريقة تتفق مع دينها الجديد.

الأسقف... Roofs

أستعملت الأسقف الخشبية لتغطية صحن الكنيسة وذلك باستخدام أبسط الطرق الإنشائية مثل تطبيق سقف الجمالون الخشبي ذو القائم الواحد أو القائمين " الملك أو الملكة" King or Queen Postأما سقف جوانب الكنيسة فكان يبني بطريقة القبور والقبة ‘          

  لتسقيف المحراب وتغطية حوائطها بالموزاييك الزجاجي الجميل.

الأعمدة.... Columns

كانت أعمدة الكنائس تختلف من حيث الطول والقطر نظرا لاستعمال الأعمدة القديمة المأخوذة إما من خرائب الأبنية الرومانية أو المنزوعة منها عن قصد ‘ ومن الطبيعي كانت مواد البناء وطرق الإنشاء الرومانية وكذلك الزخارف ‘ هي السائدة المستعملة في ذلك العصر وخاصة الأعمدة الدوركي والأيوني والكورنثي.

الزخارف... Ornaments

كان للأعمدة تيجان نخلية وتيجان الكروم والتيجان ذات المتشابكة علي شكل السنان وهناك أعمدة أخري إستعمل في تيجانها أشكال الأسبتة ‘مع زخارف علي شكل حيوانات أو طيور أو شكل النسر الناشر جناحيه وعلي جانبيه رأس كبش في تاج آخر ‘ أو شكل الطاووس بين رأس الكبشين ومن فوقه شكل الصليب المربع. ومن بين التيجان التي وجدت في الطراز القبطية تيجان علي شكل سلال وزين كل وجه من أوجه التاج بأشكال زخرفية لتحويرات نباتية تشبه إلي حد كبير العلامة

المصرية لاتحاد الوجهين في الرسومات الفرعونية ‘ ومما هو جدير بالذكر أن هذا الشكل ظهر فى الغرب في كنيسة القديس فيتال Vital إيطاليا وهو ما يدل علي نقل الغرب للزخارف المعمارية المصرية حيث وجدوا فيها نبعا جديدا يمدهم بالزخارف غير التي ألفوها. ومن الأشكال التي نري لها ترديدا في عمارة الغرب شكل التاج الموجود فى المتحف القبطي بقاعة سقارة ‘والذي يظهر فيه إتجاه الفنان إلي تمثيل الطبيعة ‘ إذ حاول تأكيد تأثير الرياح علي ورق الأكانتس الذي صنع منه زخارف التاج ‘ حيث نري هذا التاج أيضا في حضارة  الغرب مماثل أو مطابق له في كنيسة القديس ديمتريو بسالونيكا.

 

بدأت الأخطار تهدد الإمبراطورية الرومانية للأسباب السالفة الذكر ‘ وكان أن ظهر الدين المسيحي الجديد مبشرا للناس ومحرما عبادة الأصنام . وأشرق هذا النور الجديد ونفذ إلي قلب قسطنطين إمبراطور الدولة وأسرع إلى نقل عاصمة ملكه من روما إلي بيزنطة‘ حيث المكان الأمين الذي يمكنه أن يشرف منه علي إدارة ملكه فأقام علي أنقاض بيزنطة  قاعدة حكمه عام 330 م وسماها باسمه" القسطنطينية" وأعتنق الدين المسيحي الجديد وبشر ونادي به‘ ومنح المسيحيين الأرض والمال وساندهم ‘ وأقام المنشئات الدينية للعبادة فى أمن وطمأنينة.وكان لظهور الدين الجديد وانتشار تعاليمه من الشرق آلي الغرب أكبر الأثر في تحويل حركة الفنون ‘ وخاصة علي طول الطريق الذي اتخذه المسيحيون من الشرق للوصول إلي روما معقل الوثنية للتبشير بالدين الجديد فأنشئت الكنائس والمباني الدينية والسراديب متأثرة بالكثير من القواعد الإغريقية والأساليب الرومانية التي استخدمها الرومان في البازيليك. وظهرت الصور الجميلة التي استمدت عناصر موضوعاتها من القصص الدينية وصور القديسين والرموز والشارات الدينية كالصليب ‘ والكأس ‘والحمامة ‘ والطاووس وعناقيد العنب ‘ والوحدات المستعارة من الفنون الشرقية.  ولأول مرة تقام أبراج الأجراس ملحقة بالكنائس تعلن دقاتها مواعيد الصلاة للناس والدعوة للدين الجديد . وأخذ الفن يستلهم عناصره من الدين الجديد ‘ وخلع النحت رداءه الوثني‘ وحلت صور المسيح عليه السلام محل " زيوس وجيوبتر" ومن حوله القديسيون.

ثم بعد أن ثبت الدين المسيحي أركانه فى البلاد وزالت حركة الاضطهاد أو كادت‘ أنشئت الكنائس ‘ وأدخل نظام الرهبنة والأديرة. بني الأقباط هذه المباني الدينية والكنائس المسيحية بالحجر الجيري

 

وبطراز خليط يجمع بين العمارة الفرعونية والرومانية والبيزنطية وبعض المؤثرات الأخرى من فنون آسيا. الأفقية للكنائس في ذلك العهد. والكنيسة أحيانا ما تكون مستطيلة الشكل كالطراز البازيليكي . ويذهب البعض إلي أن التصميم دخيل علي الأقباط ‘ والواقع أنه تصميم مصري أصيل نراه في قاعة الاحتفالات بمعبد الكرنك التي شيدها تحتمس الثالث حوالي 1400 ق.م وحوائط الكنائس من الداخل مطلية بطلاء من الجبس ومرسوم عليها صور للسيد المسيح والقديسين ‘أو مزخرفة بزخارف مثبته من الجبس أو الحجر في بواطن عقودها وفوق الأعمدة والأركان المخصصة لصور القديسين. وتري في المتحف القبطي في مصر القديمة‘ بل وفي متاحف العالم تيجانا لأعمدة من الحجر نشعر فيها بتأثير البيئة علي الخيال الفني ‘ فمنها المجدول علي شكل سلال ‘ ومنها تيجان منحوتة بشكل زخرفي لأوراق النبات أو الأفرع النباتية ‘ أو الزخارف المتشابكة من نبات العنب أو الرمان أو نبات الأكانتس أو سعف النخيل أو نبات اللوتس ‘ ومنها تيجان مزينة تجاويفها بزخارف محاربة الشكل وبعضها ملون باللون الأخضر وهو اللون الطبيعي للنبات. هذا بالإضافة إلي الزخارف للحوائط بصور من الطيور والحيوانات وصيادي الطيور والأسماك والوحوش.

 

صفات الفن القبطي

 

أن الفنون في العصور القديمة للأمم ذات الحضارة لم تكن لها صفة الشعبية ‘ حيث أنها .اكتسبت وجودها وتطورها وتوجيهها من الحكام والملوك والأمراء وأصحاب النفوذ والسلطة. وكان هؤلاء يختارون الفنانين من مختلف الأقطار ويأمرون بصنع ما يشاءون . فمثلا رأينا أن الفن المصري القديم انتعش إبان عهود الملوك الذين أولوا الفن رعايتهم‘ وضعف في عهود الضعفاء. وجدنا أيضا أن أباطرة الرومان أيام أن كانت مصر ولاية رومانية لم يقطنون مصر ‘ كما كان الحال أيام الفراعنة أو أيام  البطالسة‘ وكانت مصر تابعة لروما أو بيزنطة . فأقام هؤلاء الحكام أعمالهم الفنية في العواصم الأوربية ‘ ولذلك فقد الفن القبطي التوجيه السياسي واتجه نحو الشعبية. فكنائس مصر القديمة ‘وكنائس الدير الأبيض بالقرب من سوهاج ‘ ودير القديس سمعان بالضفة الغربية بأسوان وكنائس الواحات الخارجة أو الآثار القبطية بالمتحف القبطي أو بمتاحف العالم ‘ نجد فيها أعمالا فنية قام بها الشعب ووضع فيها الفنان المصري خلاصة انطباعاته وأحاسيسه ومهارته‘ نجد أعمالا نابعة من واقعة وبيئته فأهم مايمتاز به الفن القبطي من صفات ما يأتي:-

1-   أنه فن شعبي نابع من البيئة المصرية الصميمة وعبر عنها تعبيرا صادقا أمينا.

2-   فن ديني ومدني ‘ فضلا عن أنه فن للزينة.

3-   فن يعبر عن جمال الجوهر لاضخامة المظهر.

4-   فن استخدام فيه الأشكال الهندسية والرمزية والتعبيرية.

 

والأعمدة والتيجان للطراز البيزنطي- وهي تعبر عن الدقة والإتقان وجمال النسب مع المحافظة على جمال العمارة ودقة الفن ‘ حيث أن الطراز البيزنطي يترجم هذه الحقيقة.

 .

.

.

انتهى الموضوع
للحصول على نسخة word من المقالة اترك تعليقا بالبريد الالكترونى لك وسيتم ارسال نسخة من المقالة

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent